تطورت العمارة الإسلامية وطرزها التصميمية على مر عصور الإسلامية، مع الامتداد المكاني الواسع واعتناق الكثير من الشعوب والدول للإسلام، ظهرت عدة طرز معمارية على فترات زمنية متلاحقة وحدود جغرافية مختلفة.
حيث تتشابه هذه الطرز في الروح الإسلامية والأسلوب التصميمي، وتختلف في تفاصيلها وعناصرها الأساسية لاختلاف الثقافة المحلية واختلاف المتوارث من الحضارات السابقة والمحيطة.
واليوم في مقالنا هذا – وفي تكملة لمقالنا السابق عن التصاميم الإسلامية – أراد فريق التصميمي في فوغ ديزاين أن يشاركونكم نظرتهم ومعلوماتهم عن أهم وأبرز الطرز التصميمية الإسلامية.
التصاميم الأموية:
هو أول الطرز الإسلامية ظهوراً ومع أنه تأثر بالحضارة البيزنطية بشكل كبير إلا أنه قام بتحوير الأشكال المحرمة وصبغ كافة التصاميم بالصبغة الإسلامية الشرقية.
حيث تنتشر الزخارف في كل أرجاء الغرف والممرات على الجدران والأرضيات. وفي مقدمتها الزخارف الهندسية والقوالب الخطية غير المنحنية والمقرنصات والأقواس خصوصاً في الأبواب وباحات المنازل.
وحيثما نظرنا نجد الرؤية الجمالية المميزة في تلك التصاميم، حيث تعتبر الطبيعة بكل عناصرها الملهم الأول للمصمم الأموي حيث تنتشر الفسيفساء والزخارف النباتية في كل المشهد التصميمي. كما أنهم اعتمدوا على المصادر الطبيعية في تهوية الفراغات وتزيين البيوت والقصور.
ولأن مركزها كان في بلاد الشام نلاحظ انتشار الاكسسوارات من الخزف الملون والقيشاني والزجاج الملون.
اقرأ أيضًا:
التصاميم الأندلسية:
يعد امتداداً للطراز الأموي إلا أنه أكثر تطوراً واهتماماً بالتفاصيل الدقيقة الأمر الذي يدل على الذوق الرفيق للمصمم الأندلسي،
فمثلاً النقوش كانت متنوعة بشكل كبير، حيث ظهر فن التوريق أي استخدام الزخرفة النباتية بكثافة متقنة، كذلك الأرابيسك والذي هو الزخرفة الهندسية المتداخلة بزوايا متعددة.
كما وصل عدد أشكال الأقواس إلى 9 وأبدع المصممون الأندلسيون في المقرنصات الجصية والأسقف المطعمة بالعاج والمزخرفة بمختلف الزخارف الهندسية والنباتية.
واستخدم الأندلسيون البرك المائية والقنوات المائية الجارية والنوافير في الحدائق والباحات والقصور للتزيين والتبريد.
التصاميم الإيرانية (الفارسية):
والذي يمتاز بدقة نقوشه وتفاصيله المبهرة، إلى جانب التوازن اللوني المدروس عبر مزج الألوان بعناية ومهارة لا متناهية.
وتعتمد التصاميم الإيرانية على الزخارف النباتية والكتابية، كذلك على النقش والتصوير للكائنات الحية.
ولا يخفى على أحد روعة الزخارف القماشية الإيرانية خصوصاً السجاد الإيراني الفاخر بنقوشه الجذابة وألوانه المريحة، كذلك المنسوجات الحريرية والمطرزة.
أما الأواني والتحف فهي فخارية أو معدنية بمعظمها، نحاسية أو برونزية مطعمة بالفضة بكل روعة وإبداع.
التصاميم المغربية:
كان تطور هذا الطراز بشكل بطيء على عكس باقي الطرازات بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية السيئة في الأماكن التي انتشر فيها والتي أبرزها كان المغرب العربي خصوصاً (اشبيليه، غرناطة، مراكش).
وحين ننظر إلى تصاميمه نجد الألوان المختلفة البارة منها والحارة، كذلك النقوش المتنوعة التي يعد الطراز المغربي غنياً بها بشكل يثير الأعجاب، تلك النقوش هي مستقيمة واضحة بسيطة بدون أي تعقيد حتى بانحناءاتها القليلة. وتنتشر على الجداران والأرضيات والنوافذ والأبواب حتى الأثاث والسجاد.
خامات هذا الطراز متنوعة أيضاً فمن الجبس إلى الزجاج والأواني الفخارية، مروراً بالخشب المصمت والمزخرف في الأثاث والمعادن المختلفة في المصابيح والفسيفساء على الجدران والأرضيات. الأمر الذي يكسب الطراز المغربي تفاصيلاً جميلة أخاذة.
التصاميم المغولية (الهندية):
يبدو فيها جلياً الأثر الشرقي سواءً في الأقواس والنقوش أو الزخارف اليدوية وألوانه البراقة المميزة.
أما الوسائد والقماشيات فهي حريرية بألوان مبهجة، ويرتكز بشكل أساسي على الخشبيات والعاجيات وقطع النحاس كذلك على النباتات الخضراء كعناصر لا غنى عنها في المشهد التصميمي.
اختلفت الطرز الإسلامية على امتدادها الجغرافي الواسع، إلا أنها لطالما كانت تحفة تصميمية تنقل الأبنية والغرف من الجفاف والفراغ إلى الجمال والإبداع.
وبفضل المصممين الإسلاميين على اختلاف اتجاهاتهم التصميمية فقد أصبح الفن الإسلامي فناً خالداً بفضل إتقانهم واهتمامهم البالغ في كل تلك التفاصيل. ونحن في فوغ ديزاين نحذو حذو أولئك المبدعين لنجعل من غرفكم ومنازلكم تحفة تحاكي الفن الإسلامي على اختلاف طرزه واتجاهاته وتنطق بالكثير من الجمال والأناقة.
اقرأ أيضًا: